
من المواصفات والقيم الإيمانية التي كان يتحلى بها رضوان الله عليه الإحسان، كان من عباد الله المحسنين، ونهج نهج أنبياء الله واقتدى بهم في الإحسان إلى الناس، فكان شخصاً ذاب في خدمة الناس وتجاوز نهائياً ذاته وأنانيته وواقعه الشخصي، ليعيش بكل فكره، بكل توجهه بكل اهتمامه لله وفي الناس، لله وفي عباد الله، فكان على المستوى الثقافي دائماً يحث على الإحسان، يرشد إلى الإحسان يدعو إلى الإحسان، يرسخ ثقافة الإحسان، ومبدأ الإحسان، وسلوك الإحسان، ثم في الواقع العملي يتحرك على هذا الأساس، باذلاً كل جهده وكلما يستطيع في الإحسان إلى الناس، بكل مظاهر الإحسان على المستوى التربوي التثقيفي والتعليمي والتنويري، على مستوى الخدمة العملية في ما كان يعمله على قدر ما يستطيع، على قدر ما يستطيع، وفي حدود الممكن، كان يتحرك بكل رغبة بكل اهتمام للإحسان إلى الناس، والاهتمام بشأن الناس، ويهمه أمر الناس قبل كل شيء.
من تجليات هذا الدافع وهذه القيمة وهذا الخلق تحركه بكل ما يستطيع، وتضحيته حتى بالنفس في سبيل الله سبحانه وتعالى، وفي سبيل المستضعفين في مواجهة الظلم الذي يعاني منه الناس، في مواجهة الأخطار التي تحيط بالناس، في مواجهة التضليل للناس، في مواجهة الهجمة الإستكبارية للسيطرة على الناس، كان أحد الدوافع أحد الدوافع المهمة والأساسية في مواجهة كل ذلك؛ لأنه يحمل روحية الإحسان والمحسنين.
اقراء المزيد